الزوار

Flag Counter

الاثنين، 15 يوليو 2013

هذا لسان حالهم...فكيف سننقذهم (2)!!!

إنطلاقاً من القصّة التي كتبتها في الجزء الأوّل من هذا العنوان بلسان حال واحدة من الأطفال الذين عايشتُ قصصهم في مدارس الأنروا أودُّ من خلالها أن أُسلّط الضوء على هذا الموضوع البالغ الأهمية والذي أرى من خلال تجربتي أن المسؤولية مشتركةٌ بين : إدارة المدرسة ومعلّم الصّف والأهل وقسم التوجيه والإرشاد في المدرسة وبرنامج الإعاقة في الأنروا وبرناج الدعم الدراسي أيضاً  ومديري التعليم في المناطق وصولاً إلى مدير دائرة التربية والتعليم للأنروا في لبنان...
وأنا في هذا القلم لا أودّ إلقاء اللّوم والمسؤولية عن هذا الإهمال على أحد بهدف محاسبته فهو ليس من اختصاصي..بل كلّ ما أطمحُ إليه 
هو تقديمُ رؤيةٍ تحتملُ التعديل منطلقةً من هذه التجربة البسيطة ومن مجال تخصّصي في العمل مع الأطفال ذوي الحاجات الخاصّة.
القصة ليست من نسج الخيال بل هي من صميم وقلب المعاناة الواقعية... 
هي طفلةٌ تبلغ من العمر حوالي ثماني سنوات في الصّف الثاني ابتدائي ولكنها لا تمتلك مهاراتِ مرحلة الرّوضة، موجودةٌ في صفها لتُكمل عدد الصّف ليس أكثر، يصعب على أيّ معلّمٍ أو معلّمةٍ من الذين يدرّسونها أن يتعاملوا معها ليس لأنهم لا يريدون بل لأنهم يجهلون طرق التعامل مع طفلٍ من ذوي الحاجات الخاصّة،فيفضلون أن يتركوها في زاوية من زوايا الصّف تفعل ما تريد وفي نهاية كلّ شهرٍ توضع العلامات الوهمية حتى نصل إلى نهاية العام بمعدل ناجح، كي تُطبّق سياسة الترفيع الآلي فتكبر الطفلة عاماً من عمرها الزمني وتتراجع أعواماً من عمرها العقلي المتجمد بسبب كل الظروف والبيئة المحيطة به... و ما عساني أقول عن هذا الواقع الذي يجعلني أطرح تساؤلاتٍ عديدة أشعر أن الإجابة عنها سيطول مداها لأجلٍ عير مسمّى...
لماذا لا يوجد في كلّ مدارس الأنروا فريق عمل مختص لذوي الحاجات الخاصّة؟؟ أين دور المربي المختص وأين تواجده في هذه المؤسسة العريقة؟؟؟ ماذا يفعلُ برنامج الإعاقة في الأنروا؟؟ وهل القائمين عليه من ذوي الإختصاص؟؟ لماذا لا يُستثمرُ برنامج الدعم الدراسي بطريقة أفضل مما هو عليه الآن؟؟ لماذا لا نرى العاملين فيه من ذوي الإختصاص في التربية والتعامل مع الأطفال؟؟ أليست سياسة الترفيع الآلي سياسة قاتلة لأطفالنا الذين أرهقوا بأثقال وأحمالٍ جعلتهم ينظرون إلى المدرسة نظرة سجين ينتظر الإفراج عنه والخلاص من بؤسه؟؟؟ 
كثيرةٌ وكثيرةٌ هي الأسئلة التي أطمح بأن أجد لها حلولاً عملية...فإلى ذلك الحين أسأل الله أن يُلهم أطفالنا الصبر والسلوان على بلواهم!!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق